ديوكوفيتشديوكوفيتش

لا يختلف اثنان على أن الصربي نوفاك ديوكوفيتش يُعد أحد أعظم لاعبي التنس على مر العصور، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق بفضل الإنجازات والأرقام القياسية التي حطمها. ورغم نجاحاته المذهلة، إلا أنه لم يتمتع بالشعبية التي توازي هذه النجاحات، حيث غالبًا ما تفضل الجماهير دعم خصومه، سواء كانوا من النجوم البارزين أو اللاعبين المغمورين.

آخر محطات الجدل

في بطولة ويمبلدون لهذا العام، وتحديدًا في الدور الرابع أمام الدنماركي هولجر رون، أظهرت الجماهير دعماً كبيراً لرون، حتى أنها استفزت ديوكوفيتش بنطق حرف الواو في اسم رون بشكل ممدود ليصبح الصوت أشبه بصافرات استهجان موجهة ضد الصربي. ورد ديوكوفيتش بعد المباراة بتصريحات حادة، متهمًا الجماهير بعدم احترامه وساخرًا منهم بجملة “Good Night” بنطق حرف “O” بشكل ممدود، مشيرًا إلى خبرته الطويلة في جولة التنس ومعرفته بكل الحيل.

أسباب قلة الشعبية

1. كسر هيمنة فيدرر ونادال

منذ عام 2005 حتى 2010، سيطر الثنائي روجر فيدرر ورافاييل نادال على البطولات الكبرى والتصنيف العالمي. وقد اعتادت الجماهير على المنافسة الثنائية بينهما وعشقتها، لكن دخول ديوكوفيتش في المعادلة منذ عام 2011 وتحقيقه لهيمنة تامة كسر تلك الديناميكية وأثر على شعبيته.

2. موقفه من لقاح كوفيد-19

أثار ديوكوفيتش جدلاً كبيراً برفضه تلقي لقاح كوفيد-19، ما أدى إلى ترحيله من أستراليا المفتوحة 2022 وحرمانه من المشاركة في أمريكا المفتوحة. هذا القرار لم يؤثر فقط على صورته العامة، بل أثر أيضًا على إنجازاته الرياضية.

3. تحطيم المضارب

تصرفات ديوكوفيتش على الملعب كانت مثار انتقادات كثيرة، خاصة تحطيمه للمضارب بشكل متكرر، وهو ما يُعد سلوكًا نادرًا بين اللاعبين الكبار مثل فيدرر ونادال.

4. إثارة الجدل بتصريحاته

دائمًا ما يثير ديوكوفيتش الجدل بتصريحاته المتحدية للجماهير، حيث سبق وأن سخر منهم في مناسبات عدة، مثلما فعل في نهائي ويمبلدون 2019 ونصف نهائي ويمبلدون 2023.

5. اتهامات باستخدام الحيل

يتهم البعض ديوكوفيتش باستخدام بعض الحيل للتفوق على خصومه، مثل استدعاء الطبيب لكسر إيقاع المباراة أو الحصول على فترات توقف بين المجموعات. كما تم استبعاده من بطولة أمريكا المفتوحة 2020 بعد تسديده كرة تجاه حكم الخط.

خلاصة

رغم كل هذه العوامل التي أثرت على شعبيته، يبقى ديوكوفيتش أحد أعظم لاعبي التنس في التاريخ، وسيظل إنجازاته وأرقامه القياسية شاهدة على عظمته. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول الأسباب الحقيقية لعدم تمتعه بالشعبية الجارفة التي يستحقها مقارنة بفيدرر ونادال.