هل تمكن باير ليفركوزن، بقيادة تشابي ألونسو، من تحقيق إنجاز غير متوقع بإكمال موسم البوندسليغا بدون هزيمة؟ الإجابة تأتي بنعم قاطع. بفوزهم بنتيجة 2-1 على أوغسبورغ يوم السبت، لم يحصل ليفركوزن فقط على فوز آخر، بل أيضًا نقشوا اسمهم في تاريخ كرة القدم الألمانية كأول فريق يمر بموسم بالكامل من البوندسليغا دون خسارة.
هذا الإنجاز الملفت للنظر، الذي تحقق بعد 28 انتصارًا وست تعادلات، يتفوق حتى على بايرن ميونخ القوي الذي فاز بـ 11 بطولة بوندسليغا متتالية. في بانثيون دوريات أوروبا الخمسة الكبرى، فقط يوفنتوس في السيريا آ (2011-2012) وأرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز (2003-2004) حققا هذا الإنجاز من قبل. الآن، ينضم باير ليفركوزن إلى هذا النادي الحصري، بجانب فرق أسطورية مثل بريستون، وأتلتيك بيلباو، وريال مدريد.
تحول باير ليفركوزن تحت إشراف تشابي ألونسو كان لافتًا للغاية. منذ وصوله في عام 2022، نجح اللاعب السابق لريال سوسيداد في إعادة الحيوية إلى النادي، مقودًا الفريق من منطقة الهبوط إلى قمة كرة القدم الألمانية في عام ونصف فقط. هذا الموسم يشكل أول بطولة بوندسليغا في تاريخ النادي، وهو إنجاز ضخم يطرد أشباح الإخفاقات السابقة ويكسبهم لقب ‘نيفرلوسين’.
تحت قيادة ألونسو، أصبح ليفركوزن قوة مهمة على أرض الملعب، مميزة بعزيمتها الصلبة وأسلوب لعبها العالي الكثافة. كان ذلك متجسدًا في قدرتهم على تسجيل 17 هدفًا بعد مرور 90 دقيقة، دليل على صلابتهم ورفضهم القبول بالهزيمة.
كانت الاحتفالات مليئة بالبهجة تمامًا كما تم سقوط ألونسو، انضم إلى الجماهير في المدرجات للاحتفال بإنجازهم التاريخي. بالرغم من أنهم لم يتجاوزوا الرقم القياسي لبوندسليغا بنقطة واحدة، الذي حققه بايرن تحت قيادة جوب هاينكس في موسم 2012-2013، إلا أنها عيوب طفيفة في موسم خال من الهزائم.
مع ثلاثية تاريخية في متناول اليد، وسجل غير مسبوق من 51 مباراة بدون هزيمة في جميع المسابقات، فإن رحلة باير ليفركوزن تحت إشراف تشابي ألونسو ما زالت تجذب مشجعي كرة القدم حول العالم. وبينما يستمتعون بالمجد الناجم عن نجاحهم غير المسبوق، فإن شيئًا واحدًا واضحًا: بصمة ألونسو على تاريخ النادي لا تُمحى، وربما الأفضل لم يأتِ بعد.